لا حديث في الشأن المحلي بالسمارة هذه الأيام إلا عن البدء في توزيع الوحدات السكنية على قاطني مخيمات الربيب والكويز وهدم البنايات العشوائية التي كانوا يقطنونها، حيث تهم العملية توزيع ما يقارب 2473 دار نواتية على الأصول من هذه الساكنة، في حين سيتم توزيع 24 هكتار مخصصة من جماعة السمارة بشراكة مع عدة جهات لباقي الأسر من الفروع.
بالمقابل يسلط الحدث الضوء على ملف منسي أو متناسي بالأحرى. يتعلق الأمر بالساكنة الأصلية لمدشر الربيب لما قبل 1979، حيث عرف المدشر بتواجد ساكنة لا تقل أنذاك عن 1200 شخص حسب التقديرات كانت تعيش بالمدشر ومارست فيه شتى أنشطة حياتها المعتادة، ناهيك عن تواجد خليفة قائد مسؤول عن المنطقة ( مدشر الربيب ) وبرلماني و رئيس المجلس الاقليمي ورؤساء الجماعات الترابية أنذاك. ساكنة ظلت على مدار السنوات الفارطة تعلق الآمال على حل مرضي يضمن لها حقوقها الأصيلة والثابتة على أرضها، رغم عديد اللقاءات والمشاورات مع السلطات المحلية ومنتخبي الاقليم وعلى رأسهم عامل الإقليم السابق السيد حميد النعيمي ورئيس المجلس الجماعي السابق السيد الجماني سيدي محمد ، ناهيك عن اللقاءات المكوكية و الاتصالات مع شيوخ القبائل الصحراوية و المنتخبين الذين أبدو بدورهم تضامنهم مع ملف ساكنة الربيب الأصلية، وليس أخرها اللقاء التواصلي مع رئيس المجلس البلدي الحالي السيد مولاي ابراهيم شريف الذي عبر في غير ما مرة عن الحق الثابت لساكنة المدشر الاصلية في أرضها ، بالإضافة إلى مرافعة الأخت النائبة البرلمانية و رئيسة جماعة أمكالة السيدة فاطمة سيدة عن الملف أمام وزيرة الاسكان .
وبالرغم من الجهود المبذولة والتقدم الذي أحرز في بعض المراحل إلا أن العملية لا تزال تراوح مكانها، الشيء الذي خلف غضبا وامتعاضا شديدا عند أهلها واحساسهم بالغبن والحيف، نظرا للتأخر الذي يعرفه الملف.
لكن اليوم بعد قدوم السيد ابراهيم بوتوملات عاملا على إقليم السمارة ، تعقد عليه الأمال في حل مشاكلها الجذرية و خاصة مشكل مدشر الربيب وفتح قنوات الاتصال مع ساكنة المدشر الأصلية، وتلبية مطالبها المشروعة والغير قابلة للتقادم، إضافة إلى إستفادة ساكنة مخيمات الربيب من التجزئة السكنية و البقع الأرضية و الشروع في إخلاء أرض مدشر الربيب.
وفي هذا الإطار يساءل المسؤولون و المنتخبون والأعيان وشيوخ القبائل خصوصا وأن أغلبهم من ساكنة المدشر الأصلية عن ايجاد حل نهائي لمشكل ساكنة الربيب الأصلية .
فهل تكون هذه ” الوزيعة” كسحاب الخريف ” تبل كرن وتخلي كرن “؟ وهل أصبحت الساكنة الأصلية غريبة في أرضها متلاشية من الوجود والحدود؟! أم هل يشهد الملف حلا مرضيا ينهي عديد سنوات الانتظار العجاف؟ أم تبقى دار لقمان على حالها ؟!!
و عيب الدار على من بقى في الدار….













