الفاعل الجمعوي والأستاذ ” سعيد البيلال” يرثي الفقيدة ” أغيلة منت مصطفى ولد زرگو” بتدوينة مؤثرة للغاية..!!

Share this post with friends!

وداعا الغالية *أغيلة*.

وداعا يا أخت الجميع.. وحضن الجميع

هو مصاب جلل لا جدال…. والمقام ليس للمقال

لكنه الوفاء لك قريبتي الغالية *أغيلة* ما يجعلني أتوقف هنيهة لأكفكف فيها حزني.. ثم أرثيك..!!

وأي رثاء مهما نمقت من كلماته سيوفيك!!

وأي حروف مهما تجمعت وانتظمت ستعطيك النزر القليل مما تستحقين!!

أغيلة.. الغالية شعورا ووجودا وقيمة.

يا أخت الجميع وقلب الجميع وحضن الجميع.

اليوم فقط.. تُثكل السمارة والصحراء في أيقونة نادرة قل نظيرها.

اليوم فقط.. تفقد البشاشة سيدتها الأولى.

ويُحرم الكرم والجود من فارسته.

والرحم ستشتاق لواصلتها.

أغيلة.. اسم مرادف للأخت..!! وأي أخت..!!

كنت بحق أخت لفلذات كبدك.. وأخت لإخوتك.. وأخت لإخوة إخوتك من الأب.. وأخت لإخوة إخوتك من الأم.. وأخت لأبناء وبنات عمومتك.. وأخت لأبناء وبنات أخوالك.. وأخت لأنسابك وأخت لصديقاتك وأخت للجيران بل لكل الجيران..

أي فيض من الأخوة هذا.؟!

شلال هادر من الحنان والعطف اللا متناهي… ومعهما ألف ابتسامة.. أو ليست الابتسامة صدقة؟!

أما الصبر.. فأنت عنوانه بلا منازع..

كنت لأولادك نعم الأم والأب بعد رحيل الأخير رحمه الله تغشاه..

وكنت لاحفادك نعم الجدة والمرشدة والملهمة.

وحين تمكن منك المرض العضال.. لم تشتكي.. وهل اشتكيت يوما ما؟! وأنت التي لطالما كنت حضنا وبلسما وملاذا لكل الشاكين والمكلومين.. ؟؟

كنت تتألمين في صمت.. ينخرك المرض ببطء…!

وأبدا لم تفارق محياك البسمة.. أبدا لم تظهري وجعك ولم تستسلمي لعللك.

لأنك ببساطة أغيلة.. الشمعة التي تحترق لتنير دروب من حولها.. جسر معلق ليعبر كل الأحباب نحو الخلاص.

فهل بعد هذا الصبر.. صبر. ؟!

تتجرعين الألم لتمنحي الآخرين فسحة من الأمل.

وتتكومين على همومك كي لا تكدري صفو الآخرين.

أي إيثار هذا؟ وأي تضحية؟

وأي انسانية؟

نعم كانت أغيلة إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى. ؟

واليوم فقدت الإنسانية بالفعل إنسان بكل ما يحمله الفقد من مغزى..!!

عزائي الخالص لكل من كانت أخته *أغيلة*.

فاللهم ارحمها برحمتك الواسعة واغفر لها ووسع مدخلها واكرم نزلها وارزقها الجنة.

اللهم الهم أهلها وامها وذويها وابنها وبنياتها الصبر والسلوان

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

0 thoughts