Take a fresh look at your lifestyle.

قبل المطالبة بازدواجية الطريق.. لنتغير نحن أولا

لا يختلف اثنان على أن ازدواجية الطريق بين السمارة والعيون مطلب مشروع، ومن حق مستعملي الطريق أن يرفعوا أصواتهم للمطالبة به، لما يشكله من ضرورة ملحة في ظل ما يشهده هذا المقطع الطرقي من حوادث يومية وحصيلة ثقيلة من الضحايا. فالطريق المزدوج اليوم أصبح حاجة أساسية لضمان انسيابية السير وتعزيز شروط السلامة.

لكن ورغم وجاهة هذا المطلب، لا يمكن أن نغفل الوجه الآخر من الحقيقة، فكثير من الحوادث ليست مرتبطة فقط ببنية الطريق، أو التشوير الطرقي.. لكن وبحسب تقارير دورية تأكد أن السلوكيات البشرية المتهورة من العوامل الرئيسية المسببة للحوادث. إضافة إلى السرعة الجنونية التي تتجاوز 160 كلم في بعض الحالات، والسياقة تحت التعب وقلة النوم، والاستعراض أمام الأصدقاء بقطع المسافة في وقت قياسي، وسائقون لا يكلفون أنفسهم حتى عناء ربط حزام السلامة.

إلى جانب ذلك لا يمكن تجاهل أن عددا من المركبات تجوب الطريق في حالة ميكانيكية رديئة، دون صيانة دورية أو فحص تقني جدي، ما يجعلها خطرا متحركا يهدد ركابها وغيرهم. ويزداد الخطر في الليل حين تتحرك سيارات بإنارة ضعيفة أو شبه منعدمة، وكأنها أشباح على الطريق لتتحول كل رحلة إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر.

الأخطر أن بعض الحوادث تكون أكثر مأساوية عندما يتعلق الأمر بما يصطلح عليه بين السائقين بـ “سيارات الكرتون” وهي سيارات خفيفة البنية ضعيفة الحماية، تجعل أي اصطدام خطرا مضاعفا على الركاب. ورغم ذلك نجد مستعمليها يقودون بسرعات مفرطة دون تقدير للهشاشة التي تميزها.

إن ازدواجية الطريق ستخفف لا محالة من بعض أسباب الحوادث، لكنها لن توقف نزيف الأرواح ما دام كثير من السائقين لا يحترمون السرعة المحددة، ولا يتقيدون بقوانين السير ولا يهتمون بالحالة التقنية لمركباتهم.

الحقيقة التي يجب أن نواجهها بشجاعة أن البنية التحتية مهما تطورت لن تعوض غياب الوعي. فالمطلوب قبل كل شيء هو تغيير سلوكنا كسائقين، واحترام القانون والالتزام بالسرعة وربط حزام السلامة اضافة إلى صيانة المركبات، والتأكد من جودة الإنارة قبل الخروج ليلا. عندها فقط سنمنح ازدواجية الطريق قيمتها الحقيقية، لأنها ستلتقي مع سلوك حضاري ومسؤول.

فلتكن حملاتنا مزدوج.. مطالبة مشروعة ببنية تحتية آمنة، ووعي جماعي بضرورة تغيير عاداتنا وراء المقود. عندها فقط سنقول إننا نسير فعلا نحو طريق آمنة.

دمتم سالمين.

قد يعجبك ايضا