لا تسألني عن حب الوادي..!

في أحضان وادي الساقية الحمراء، ينبض الشوق في قلبي ويتجلى الحنين إلى تلك الأماكن الساحرة التي تحمل في طياتها جمال الطبيعة وروعة اللحظات، وسحر المكان …
أترنح بين متاهات الذكريات في هذا الوادي الخلاب، حيث يمتزج الهواء النقي بعبق أزهار الكركاز وإيميم.. ورائحة الگرظ والربروبة .. وعزف أشجار الطلح ألحانها على إيقاع آجلاويج لتعلو سمفونية ساقية الوادي وتعم ارجاء المعمورة …
هناك في وادي الساقية الحمراء، تتوشح الطبيعة بألوان الجمال وتتلألأ بأشعة الشمس الدافئة، لتنعم الأعين بمناظر خلابة تعكس سحر الخلق وعظمة الخالق في تضاريس تحتل حيزا كبيرا من ذاكرة الزموريين ومحبي الوادي حتى وإن كانت الشدة في أوج عطائها ..!
في الوادي تبصر عيناك كل شئ جميل، كل شئ على طبيعته حتى وإن كانت الظروف تعكس المشهد…
في الوادي قد تلمح مياه الغدير تتدفق في طيات الخلجان، ترسم لوحة فنية تعبق بالحياة والنشاط، وتستمتع بخرير الغدير بين آمغاريس يحدث ضجة كرائعة من روائع الطرب والأدب.
هناك، بين أحضان الطبيعة الخضراء، تتفتح بساتين الحياة، حيث يمارس أهل الفلاحة أنشطتهم اليومية من الحرث والحصاد والرعي، مما يضفي على الوادي رونقا خاصا وجاذبية لا مثيل لها. وفي أوقات الراحة والتجول، يجتمع الأحباب والأهل لقضاء لحظات من السعادة والتلاحم بين أسرة واحدة، يرسمون لوحة جميلة في مشهد #أديماس.
وفي ظل هذا الجمال الطبيعي، لا تكتمل تجربة الاشتياق إلى وادي الساقية الحمراء إلا بتذوق لبن الغنم الطازج بنكهة الربيع والدسم الغني عن التعريف، أو التمطگ في زحليگة صنعت بأيادي نظيفة، كل ذلك يعتبر موروثا ثقافيا وتقليديا يضفي نكهة خاصة على تلك اللحظات الساحرة. إنها ليست مجرد لحظات، بل ذكريات تبقى خالدة في أعماق الروح تحتضنها أشواق الوقت وجمال اللحظات، تلك اللحظات التي تستفز الوجدان وتتربع على عرش التفكير وغير قابلة للتقادم .. !!
في الوادي كل شئ جميل، كل شئ جديد، حتى تلك المناظر القاحلة يحولها الفؤاد إلى صور تدب فيها الحياة برونق جميل، رغم توالي سنوات القحط والجفاف ليأذن للسان الحال بترديد :
أحيها يا محي الرفات ** من بعد ما صارت رميم.
والأرض تطلب النبات ** الغوث منك ياااا كريم.
اللهم ارزقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.