بقلم: الأستاذ سعيد البيلال
بين صورتين تفصل بينهما ست سنوات فقط، تتجسد حكاية فريق، وتحكى قصة أمل آمن به أصحابه منذ كان مجرد فكرة عابرة في ذهن شغوف بكرة القدم وتربية النشء.
الصورة الأولى، التقطت قبل ستة أعوام، توثق لرحلة شاقة لكنها مليئة بالحماس، قادت صغار “أمل العودة” إلى جماعة فم الواد حيث خاضوا مقابلة ودية ضد نادي محلي. حينها لم يكن الفريق منضويًا تحت أي لواء رسمي، ولا يمتلك من العتاد سوى قمصان متواضعة وأحذية بسيطة، ولا من القيادة سوى عاطفة أبٍ روحي اسمه “سعيد البيلال” دفعه الشغف ليكون قائدا رغم غياب الشهادات.
الصورة الثانية، حديثة التوثيق، تحكي تحول الحلم إلى حقيقة. هي لمباراة رسمية جمعت الفريق الأول لنادي أمل السمارة بنظيره أمل طرفاية ضمن منافسات القسم الممتاز الجهوي لعصبة العيون الساقية الحمراء.
ما بين الصورتين، جسر من الكفاح والإصرار عبره أطفال الأمس ليصبحوا قادة اليوم.
البشير السلامي، الذي ظهر كلاعب ناشئ في الصورة الأولى، صار اليوم الكاتب العام للنادي ومسيرًا إداريًا ناجحًا يشرف على مؤسسة رياضية متكاملة تضم مدرسة كروية تعتبر من بين الأفضل في الإقليم.
محمد بولحية، حارس الفريق في بداياته، هو الآن عضو الإدارة التقنية ومدرب لحراس النادي، ومنظم لسفريات الفريق وركيزة إدارية محورية في منظومته.
ويكتمل المشهد بنخبة من الكفاءات التقنية الشابة أمثال صدام الجكاني وعبد الصادق السبيع، اللذين يشكلان ركيزتين في الطاقم الفني والإداري للنادي.
أبناء “أمل العودة” أثبتوا أن العمل القاعدي الجاد، حتى ولو انطلق بإمكانات معدومة، قادر على صناعة الفارق. لقد ولدوا كبارا في مدرسة آمنت بأن كرة القدم ليست فقط رياضة، بل تربية وبناء أجيال.
نادي أمل السمارة اليوم ليس فقط فريقًا في البطولة، بل قصة نجاح ملهمة. إنه عنوان لمشروع رياضي شبابي خرج من رحم التهميش وكتب اسمه في قائمة الفرق المتألقة رغم غياب الدعم والمساندة المؤسساتية.
📷 وبين صورة وصورة..
يستمر الأمل، وله في السمارة بقية وبصمة لا تنسى.
