Take a fresh look at your lifestyle.

السمارة بعد التساقطات المطرية الأخيرة.. من الارتباك إلى التدبير الاستباقي..

عرف إقليم السمارة خلال هذه الأيام تساقطات مطرية هامة أعادت إلى الواجهة سؤال البنية التحتية وقدرة المدينة على مواجهة الكوارث الطبيعية. غير أن الملاحظ هذه المرة أن المشهد مختلف تماما عن السنوات الماضية، إذ برزت مؤشرات واضحة على انتقال التدبير من منطق رد الفعل إلى منطق الاستباق واليقظة.

فمنذ صدور النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية، تحركت جماعة السمارة تحت إشراف المهندس مولاي إبراهيم شريف، الذي وجه تعليمات صارمة إلى جميع المصالح التقنية، داعيا إلى اليقظة القصوى والتتبع الميداني المستمر لتطورات الوضع المناخي. هذه الدينامية تجسدت في حملات استباقية لتنظيف البالوعات وقنوات تصريف المياه، وهو إجراء وقائي قلل من مخاطر تجمع السيول في الشوارع والنقط السوداء التي طالما شكلت مصدر قلق للساكنة.

إلى جانب ذلك تم تسخير كافة الوسائل اللوجستيكية المتوفرة من آليات وشاحنات وصهاريج، مع توزيع الفرق التقنية على مختلف الأحياء قصد التدخل السريع عند الحاجة. هذا التنسيق المحكم بين الجماعة والسلطات المحلية وباقي المتدخلين خلق نوعا من الجاهزية، انعكس بشكل إيجابي على تدبير هذه التساقطات.

وإذا ما قارنا الوضع الحالي بالسنوات السابقة، يظهر جليا أن المدينة خطت خطوات مهمة نحو تطوير قدراتها في إدارة المخاطر الطبيعية، إذ لم نشهد نفس مستوى الارتباك الذي كان يطبع المشهد في فترات مماثلة، حيث برزت إرادة جماعية واضحة لتفادي تكرار سيناريوهات الفيضانات التي كبدت الساكنة خسائر وأضرارا.

هذه المقاربة الجديدة القائمة على الاستباق والتنسيق تمنح درسا عمليا في كيفية تدبير الشأن المحلي، وتؤكد أن مواجهة الكوارث الطبيعية في الأساس مرتبط بفعالية التخطيط المسبق وحسن تعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية.

وبذلك يمكن القول إن التساقطات المطرية الأخيرة كانت فرصة لإبراز نضج في التدبير الجماعي، ورسخت وعيا جديدا بأن السمارة قادرة على مواجهة التحديات الطبيعية إذا ما تضافرت الجهود في إطار رؤية استباقية وشراكة مسؤولة.

قد يعجبك ايضا