
في أجواء مهيبة طبعتها الوطنية والاعتزاز بالانتماء، شهدت مدينة السمارة اليوم حدثا سياسيا وتنمويا بارزا تمثل في احتضان لقاء تواصلي واسع النطاق لحزب الاستقلال، بمشاركة قياداته البارزة وكافة مكوناته التنظيمية. اللقاء الذي نظم تحت شعار “الأقاليم الجنوبية للمملكة… دينامية تنموية متواصلة” أكد مرة أخرى التلاحم الوطني العميق بين مكونات الشعب المغربي وحرص الحزب على الإنصات لانشغالات المواطنين ومعالجة قضاياهم الجوهرية.
استهل اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الإستماع النشيد الوطني، ثم نشيد الحزب، في لحظة عبرت عن روح الانتماء والاعتزاز الوطني. هذه الأجواء المفعمة بالرمزية جسدت مكانة السمارة كمدينة صامدة وقلعة للوحدة الترابية.
في كلمة افتتاحية رحب السيد سيدي محمد ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية بالأمين العام للحزب نزار بركة والوفد المرافق له، مبرزا أن حضور الحزب بكامل قياداته في السمارة يعكس التزامه الثابت بقيم الوحدة الوطنية. وأكد أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، أضحى شريكا إقليميا يحظى بتقدير دولي، بفضل الرؤية الملكية السامية التي جعلت خصوم الوحدة الترابية أمام واقع مغربي راسخ.
كما شدد على أن هذا اللقاء يشكل محطة مهمة للإنصات لتطلعات الساكنة نحو العيش الكريم، وتكريس مكانة السمارة كفاعل محوري في التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية.
من جانبه أبرز عبد القادر الكيحل، نائب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، أن اختيار السمارة لاحتضان هذا اللقاء يحمل دلالات عميقة في مرحلة دقيقة تستدعي تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين اللحمة الترابية. وأكد أن الديناميات السياسية والتنموية التي يقودها أبناء المنطقة تمثل ركيزة أساسية لدعم الموقف المغربي في قضية الصحراء.
الأمين العام للحزب نزار بركة عبر عن سعادته العميقة بتواجده في “عاصمة الصمود” السمارة، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي اقترحها المغرب سنة 2007، تمثل الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل، وتحظى بدعم دولي واسع. وأشار إلى الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء من دول كبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، ما يعزز الموقف المغربي.
كما وجه بركة نداء مباشرا إلى قاطني مخيمات تندوف للعودة إلى حضن الوطن الأم، والاستفادة من دينامية التنمية والديمقراطية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس.
أبرز بركة المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي غيرت وجه الأقاليم الجنوبية، مثل الطريق السريع تزنيت الداخلة، وسد الساقية الحمراء، وكلية الطب بالعيون، ومشروع جسر وادي الساقية الحمراء وكذلك الطريق التي ستربط السمارة بالجارة موتانيا عبر طريق أمكالة، مؤكدا أن هذه الأوراش هي ثمرة النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه جلالة الملك سنة 2015. كما دعا إلى إحداث جامعة متعددة التخصصات وتعزيز ظروف عمل الأطر الطبية ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة لخلق فرص الشغل.
سيدي محمد سالم البيهي رئيس المجلس الإقليمي للسمارة، شدد على ضرورة مواكبة فعلية لحل مشاكل الإقليم وتسريع تنزيل المشاريع المتأخرة، مطالبا بإنشاء سدود جديدة ودعم الفلاحين والكسابة، ومؤكدا أن معدل البطالة تجاوز 35%، مما يتطلب استثمارات حقيقية.
المهندس مولاي إبراهيم شريف، عضو المجلس الوطني لحزب الإستقلال ورئيس جماعة السمارة، أشاد بدور المنتخبين وأكد التزام الجماعة بمواصلة التنمية، مستحضرا نجاح المدينة في القضاء على دور الصفيح، وداعيا إلى التسريع بمشاريع البنية التحتية وعلى رأسها قنطرة واد سلوان.
الزوبير حبدي عضو المجلس الوطني للحزب، دعا إلى معالجة عاجلة لملفات البطالة وتأهيل مطار السمارة المدني وتشجيع الاستثمار المحلي.
فاطمة سيدة عضوة المجلس الوطني للحزب ورئيسة جماعة أمكالة، ثمنت بدورها هذا اللقاء وأكدت أهمية مواصلة الجهود التنموية.
اختتم اللقاء “بإعلان السمارة” وتكريم الضيوف، وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب والقيادي مولاي حمدي ولد الرشيد، مع توجيه برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تأكيدا على تجذر البيعة والارتباط المتين بين العرش والشعب.





