نافذةٌ خاصة بشِيبنا وشيُوخنا للتعريف بهم وتخصيصهم بالتكريم والتوشيح لأنهم أهل لذاك..

Share this post with friends!

أيمانا منا في ” صوت السمارة ” أن للسمارة جواهر من لؤلؤ وايقونات من ذهب على شكل رجالٍ ذاع صيتهم وبلغ خبرهم مداه، برجولتهم وكرمهم وجودهم وأنفتهم وعزتهم ومواقفهم الراسخة وأخلاقهم الرفيعة..

أولئك الذين بلغوا من العمر عتيا وما بدلوا تبديلا، وظلوا عاضين بالنواجذ على بساطتهم وتواضعهم مما أكسبهم حب الناس… ” ومشات ألهم وخْيرتْ “…

لأجلهم فقط خصصنا ” نافذة أيقونات ” وفي كل مرة نطِل عليكم بأيقونة إن شاء الله …

👳‍♂️.👳‍♂️.👳‍♂️

أيقونة اليوم:

نار على علم ما شاء الله، وعنوان بارز من عناوين الصحراء عامة والسمارة بالخصوص، من الرعيل الأول المؤسس لهذه المدينة الغالية التي سكنها وسكنته، وما إن يذكر إسمه في أي جمع كان إلا وتم استحضار طيبوبته وسجيته وعفويته وبشاشته وفأله الحسن وروح الفكاهة التي يتحلى بها منذ الصغر، لبق للغاية ونصوح للغاية، و لسانه يظل يلهج بالدعاء الصالح لأمة محمد عامة وكل من إلتقاه.

شيخنا الجليل، رأى النور ذات يوم من سنة 1938 بمنطقة تيشية، وعاش طفولته بتلك الربوع، منحر تيشية، الطوارف، زملة الفولة، الطارف لزرگ، گطع العيد، فْدَرْ الطيور، أم دريگة، ومارس التجارة وهو لا زال يافعا نهاية عقد الخمسينيات رفقة شقيقه فظلي رحمه الله، حيث كان لهما محل للمواد الغذائية وآخر للجزارة بحاضرة ” بئر أم گرين” إضافة إلى بيع الإبل، ومن ثم انتقل وأسرته لمدينة السمارة بداية الستينات واستكمل ولعه بالتجارة حيث انضم إلى أشهر التجار حينها نذكر منهم، ابراهيم ولد حماد، محمد سالم كوريتو، حمدي ولد الكنتاوي، وليدة ولد محمد علي، سلامة ولد عمر، الركيبي ولد الغردك، السالك ولد ألا، وجاب معهم مختلف الأسواق.

تاجرنا الجليل، من الأوائل كذلك الذين كانت لهم محلات تجارية ب” سوق المحطة القديمة ” بجانب أشهر تجار السمارة حينها، بابا ولد الطيب، السالك ولد ألا، المامي ولد عزات، الشيخ الكنتاوي، الناجم ولد عابدين والسالك ولد ألمين، وغيرهم من الأيقونات، رحم الله من مات منهم وحفظ من تبقى..

ضيفنا لم يسلم بدوره سنة 1977 من حملة الاختطافات القسرية الشهيرة التي طالت كوكبة من الأباء والأمهات بالسمارة، منهم من لا زال مصيره مجهولا ومنهم من أطلق سراحه، وبعد أن عانق الحرية بعد سنة كاملة بأقبية ودهاليز الاختطاف وخسر تجارته كاملة، عاد واستئنف مسيرة كد الحلال، حيث اختار هذه المرة إلى جانب التجارة، الاستثمار في قطاع النقل عبر امتلاكه لسيارات من نوع ” لاند روفير ” كانت تقل المسافرين حينها بين مدن العيون والسمارة والطنطان وبقية الاتجاهات، لكن الحنين لتربية الماشية وتنميتها أجبره على التفرغ لذلك والعودة لحرفة الأباء والأجداد، حيث كرس حياته لهذا الأمر، وكسب الغنم والماعز في البدء ثم الإبل بعدها، وكافح لتنميتها رغم سنين القحط والجفاف، وتنقل لذلك من موقع إلى آخر وجاب لهذه الغاية مختلف ربوع الصحراء شبرا شبر، ومن هذا الكد الحلال أنشأ أسرته وربى عياله وأبناءه الذين أضحوا بفضل الله ثم بتربيته الحقة نموذجا للتربية والأخلاق والصفات الحميدة، وهم الذين يفتخرون بأن لهم أب بمثابة صديق لهم، كرس حياته لأجلهم، وواكبهم وساندهم وأمن لهم مستقبلهم، وحتى بعد أن كبروا لا زال هو حضنهم وعمادهم أطال الله في عمره.

والدنا الطيب، كان بارا بوالديه رحمهما الله، واشتهر بين أقرانه بعصاميته في الحياة، ومعروف بحسن النية وصفاء السريرة ونقاء القلب، بلا عداوات ولا مشاحنات ولا خصومات، عفوي للغاية ولطيف وعلى طبيعته وسجيته ودمعته قريبة من فرط عطفه وحنانه ورهافته، يتأثر بكل شيء ولأي أحد، وبات معروف بالسمارة بمداومته على لازمة يقولها دائما كنوع من الفأل الحسن: ” الدنيا الزينة وما يكون ماهو الخير إن شاء الله”……

ومن الطرائف المعروفة عنه، أنه حين كان تاجرا تعرض محله للسرقة على يد شخص مجهول غادر مدينة السمارة، لكنه بعد سنوات عاد إليها في مهمة وحيدة هي تأدية قيمة ما كان قد سرقه من محل شيخنا وأخبره شخصيا أنه ظل يعاني من لعنة فعلته كل ليلة وكان يسمع مناديا يناديه في نومه : أن عليك دين لفلان وعليك أداءه، فعاد لهذه الغاية ليستريح من عذاب الضمير ولعنة سرقته…

======

أيقونة اليوم وبكل فخر، هو شحنة من الصفاء ورمز للعفوية ومثال للنقاء، إنه الأب العطوف والشيخ الجليل:

🌻🌹<< محمود ولد لعروسي ولد كروم >>🥀🌺

أطال الله في عمره وسدد خطاه ومتعه بموفور الصحة والعافية وتقبل منه صالح الأعمال ووفقه لما يحبه ويرضاه، وحفظه لأبناءه وأحفاده وأسرته.

👳‍♂️ أنتم الصوت ونحن الصدى 👳‍♂️

0 thoughts