اهتزت المديرية الجهوية للجمارك بالداخلة خلال الأيام الماضية على وقع مفاجأة غير مسبوقة، بعدما تمكنت مصالحها من العثور على كمية ضخمة من المخدرات الصلبة داخل شاحنة سبق أن جرى حجزها مطلع السنة الجارية.
وتفيد المعطيات المتوفرة أن الشاحنة كانت قد أوقفت بتاريخ 22 يناير 2025 بالمعبر الحدودي الكركرات وعلى متنها 37 كيلوغراما و683 غراما من مخدر الكوكايين، ليتم إخضاعها لإجراءات الحجز وإدراجها، لاحقا، ضمن قائمة المحجوزات الموجهة للبيع بالمزاد العلني.
غير أن المفاجأة وقعت الأسبوع الماضي، حين أطلق جهاز الكشف إشارات متكررة بوجود مواد مشبوهة داخل هيكل الشاحنة.ورغم عمليات التفتيش الروتينية التي لم تُسفر عن أي نتيجة في البداية، فقد تقرر الاستعانة بخبير تقني عمد إلى تفصيل أجزاء دقيقة من الهيكل، ليُكتشف وجود أزيد من 300 كيلوغرام إضافية من الكوكايين مخبأة بإحكام داخل تجاويف خفية.
هذا الاكتشاف الخطير فتح الباب أمام تساؤلات محرجة بشأن دقة إجراءات التفتيش الجمركي، وكشف عن ثغرات كادت أن تتحول إلى كارثة قانونية وأمنية لو تم بيع الشاحنة في المزاد العلني لمواطن لا علاقة له بالقضية.
كما أعاد إلى الواجهة النقاش حول فعالية آليات المراقبة بالمعابر الحدودية وضرورة تعزيزها بالوسائل التقنية والبشرية الكفيلة بكشف مثل هذه الأساليب الإجرامية المعقدة.