إعلاميو جهة العيون الساقية الحمراء يحضرون بقوة في المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار بالدار البيضاء


اختتمت صباح اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025 بمدينة الدار البيضاء أشغال المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تحت شعار “الوضعية الراهنة وآفاق المستقبل”.
المناظرة التي امتدت ليومين شكلت حدثا وطنيًا بارزا جمع نخبة من الخبراء والمهنيين وممثلي المؤسسات العمومية والقطاع الخاص، حيث ناقش المشاركون سبل تأهيل قطاع الإشهار والنهوض به ليواكب التحولات الرقمية والاقتصادية التي يعرفها العالم اليوم.
وقد تميزت أشغال المناظرة بحضور وازن لعدد من الإعلاميين والفاعلين في قطاع الاتصال بجهة العيون الساقية الحمراء، الذين ساهموا في إغناء النقاشات وطرح مقترحات عملية مستندة إلى خصوصيات الجهة وديناميتها الإعلامية، مؤكدين على أهمية تعزيز البعد الجهوي في السياسات الوطنية للإشهار، وضمان عدالة مجالية في توزيع الموارد والدعم الموجه لهذا القطاع الحيوي.
وفي ختام أشغالها دعا المشاركون إلى ضرورة وضع إطار قانوني موحد للإشهار، يضمن الشفافية المالية ويقوي تنافسية القطاع بما ينسجم مع المعايير الدولية، مع التأكيد على أهمية إحداث سجل مهني للفاعلين وهيئة تنظيمية ذات حكامة تمثيلية واضحة المعالم والاختصاصات.
كما أوصت المناظرة باعتماد ميثاق سلوك مهني وأخلاقي خاص بالإشهار، وتأسيس منصة مشتركة لقياس نسب المتابعة بمختلف الوسائط الإعلامية، إلى جانب إحداث قاعدة بيانات موحدة ومرصد وطني للإشهار والإعلام تابع للهيئة التنظيمية المزمع إنشاؤها.
وفي ما يتعلق بالجوانب الجبائية والاقتصادية، شدد المتدخلون على ضرورة تخفيف الضغط الضريبي على الفاعلين الوطنيين، مع وضع نظام جبائي خاص بالمنصات الدولية التي تستهدف الجمهور المغربي، ضمانا لمبدأ العدالة والإنصاف في سوق الإشهار.
كما تضمنت التوصيات تشجيع الابتكار والسيادة الرقمية عبر تطوير أدوات محلية للقياس والاستهداف، وتعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية لتوفير حلول تكنولوجية وطنية موجهة لصناعة الإشهار، فضلاً عن إعداد خطة وطنية للتكوين والمواكبة المهنية تشمل مختلف مهن القطاع.
وأكد الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، السيد عبد العزيز البوجدايني، أن هذه التوصيات تشكل خارطة طريق لتأهيل قطاع الإشهار بالمغرب، من خلال مقاربة تشاركية تجمع بين الفاعلين العموميين والخواص، بما يضمن مواكبة التحولات العالمية وجعل الإشهار رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني.
وقد شكلت هذه المناظرة الأولى من نوعها بالمملكة، فضاء مؤسساتيا رفيعا للحوار والتشاور وتبادل الرؤى حول مستقبل الإشهار المغربي، بما يعزز مكانته كصناعة استراتيجية تخدم التنمية الثقافية والاقتصادية والإعلامية للمملكة.
وفي ختام هذه التظاهرة الوطنية، رفع المشاركون أسمى عبارات الولاء والإخلاص لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مجددين العهد على مواصلة العمل بكل تفان وإخلاص في سبيل رفعة الوطن وازدهاره، تحت القيادة الرشيدة لجلالته، حفظه الله بما حفظ به الذكر الحكيم، وأقر عينه بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.