Take a fresh look at your lifestyle.

في اليوم العالمي لشجرة الأركان… الأستاذ محمد مولود بيبا يُنبه: “شجر الأركَان بجماعة أجديرية يأبى النسيان”..

بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان الموافق لـ10 ماي يطل الأستاذ والباحث محمد مولود بيبا، بقلم صادق ونبرة مشبعة بالحنين والمسؤولية، ليسلط الضوء على واحدة من الكنوز الطبيعية المهملة بإقليم السمارة، وبالضبط في المجال الترابي لجماعتي الجديرية وحوزة، حيث لا تزال أشجار الأركان شامخة تقاوم النسيان والعدوان غير المعلن عليها من طرف ممتهني الفحم واللامبالاة المؤسسية.

في مقاله يحذر الأستاذ بيبا من خطر اندثار هذا التراث الطبيعي والثقافي الفريد بفعل أنشطة غير قانونية تمارسها ما يعرف محليا بـ”الفوخارة” الذين يحرقون الأشجار ويحولونها إلى فحم، دون اعتبار لما تمثله من قيمة بيئية ورمزية. ويبرز أن هذا السلوك المدمر لا يعكس فقط ضعف الوعي، بل أيضا غياب المحاسبة وضمور دور فعاليات المجتمع المدني التي كان من المفروض أن تشكل جبهة دفاع عن الموارد التراثية بالمنطقة.

ويسجل الكاتب بأسف أن غياب هذا الوعي، وانحسار الاهتمام المدني ساهما بشكل كبير في تهميش شجرة الأركان محليا، إلى درجة “بترها من الخريطة الوطنية” التي تحتفي بهذه الشجرة في مناطق أخرى من المغرب، رغم أن أودية الجديرية كانت ولا تزال تزهر بها هذه الشجرة المباركة.

ولم يغفل الأستاذ بيبا الإشارة إلى البعد العالمي الذي باتت تحظى به شجرة الأركان، بعد أن أدرجت منظمة اليونسكو المعارف المرتبطة بها ضمن التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، خصوصا أن نساء الجنوب المغربي حسب المنظمة هن الحاملات الوحيدات لهذه المعارف.

وفي ملاحظة لافتة يثير الأستاذ وجود متامر ومخازن قديمة بالقرب من تمركزات شجر الأركان، تظهر بوضوح أن الإنسان القديم في المنطقة كان يستغل ثمارها كمورد غذائي ومعيشي، وهو ما يعكس جذور العلاقة العميقة بين الساكنة وأشجار الأركان منذ قرون.

دعوة الأستاذ بيبا ليست مجرد نص تأملي، فهو صرخة علمية وثقافية تنبه إلى ضرورة الاعتناء بالتراث الطبيعي لإقليم السمارة، وتجعل من شجرة الأركان قضية وذاكرة ومطلبا تنمويا تحتم على الجميع التحرك لإنقاذ ما تبقى قبل أن يصبح ذكرى في سجل النسيان.

قد يعجبك ايضا