Take a fresh look at your lifestyle.

محمد صالح الإدريسي.. رجل التفاني والانضباط وسفير القضية الوطنية بامتياز..

في زمن قل فيه الرجال وندر فيه الوفاء للمسؤولية العمومية، يبرز اسم السيد محمد صالح الإدريسي، مدير ديوان عامل إقليم السمارة، كواحد من أعمدة الإدارة الترابية الذين اختاروا خدمة الوطن بنكران للذات، وتفان يشهد به القريب والبعيد، في التزام راسخ بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

“إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” [ القصص: 26]
صدق الله العظيم في وصف من يستأمن على شؤون الناس، وهي صفات تتجلى بوضوح في مسيرة هذا الإطار الإداري المتمرس، الذي اختار طريق الصمت والعمل بدل الأضواء والشعارات، فكان بذلك خير سفير للإدارة الترابية بالإقليم، وأكثرهم قربا من انشغالات الساكنة وتطلعاتهم.

السيد محمد صالح الإدريسي هو امتداد حي لقيم الوطنية والصدق والكرم، فهو نجل المرحوم سيد العالم ولد سيدي صالح، أحد أعلام الصحراء المعروفين برجاحة العقل، وحكمة الرأي، والغيرة الوطنية الصادقة. إرث لم يكن مجرد نسب، بل مسؤولية أخلاقية التزم بها الإدريسي وسار على دربها، حاملا هم الوطن في المهام الإدارية والمحافل الوطنية والدولية.

بعيدا عن المكاتب المغلقة واللغة الخشبية، يعد السيد الإدريسي أحد المسؤولين القلائل الذين يتقنون فن الحضور الميداني والمتابعة اليومية الدقيقة. يواكب الأنشطة الرسمية والإدارية والاجتماعية بنفس الحيوية والاهتمام، ويحرص على أن تظل الإدارة الترابية جسرا فعالا بين الدولة والمواطن.

عمله لا يقاس بساعات، بل بإحساسه العالي بالواجب، وانخراطه العملي في إنجاح رؤية السيد العامل الدكتور إبراهيم بوتوميلات، الرامية إلى جعل الإدارة أداة فاعلة في التنمية والإنصات والتفاعل مع قضايا المواطنين.

محمد صالح الإدريسي دوره لم على التدبير الإداري المحلي، فهو انخرط من موقعه كأحد أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية في التعريف بالقضية الوطنية والترافع عنها في عدد من المحافل الدولية، أبرزها إسبانيا، موريتانيا، السنغال وغيرها، حيث عبر بصدق وشجاعة عن مواقف أبناء الصحراء، الداعمة للوحدة الترابية للمملكة، والمؤمنة بعدالة المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

يتميز السيد محمد صالح بتواضعه الجم وكرمه المألوف، وسعة صدره، وهو ما جعله محط تقدير واحترام داخل أوساط الإدارة ووسط الساكنة، وداخل القبائل الصحراوية التي ترى فيه ابنها البار وسندها الأمين في كل الظروف.

إن كل من عايش السيد محمد صالح الإدريسي، يعلم أن الرجل يجسد المعنى الحقيقي لـ: “المسؤولية تكليف لا تشريف” وأنه في كل خطوة يخطوها، يستحضر القسم الذي أقسمه جنود الوطن: أن يبقى وفيا للعرش العلوي المجيد، وأن يجعل من موقعه الإداري محطة خدمة لا مصلحة.

يقول الله تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” [سورة التوبة: 105]
وهي دعوة صادقة للعمل الجاد والمثمر، استجاب لها هذا الإطار الوطني بما حباه الله به من صدق في القول، وأمانة في الفعل، وإخلاص في الولاء.

فإن محمد صالح الإدريسي هو أيقونة العمل الميداني الرصين، ورمز الانضباط والوفاء لتراب هذا الوطن الغالي، يستحق أن يحتفى به لا بصفته الإدارية، بل بصفاته الإنسانية والوطنية التي قل نظيرها.
وإن صوت السمارة إذ تواكب مثل هذه النماذج المشرفة، تؤكد أن الرأسمال البشري النزيه والملتزم هو الركيزة الأولى لأي تنمية حقيقية ومستدامة.

قد يعجبك ايضا