Take a fresh look at your lifestyle.

عامل إقليم السمارة يجسد أرقى صور التواضع والمسؤولية الاجتماعية في زيارة إنسانية لورش الإنعاش الوطني..

صوت السمارة.. متابعة ميدانية

﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحِجر: 88]
في مشهد إنساني نبيل يختزل معاني القرب والإنصات والتواضع، قام الدكتور إبراهيم بوتوميلات عامل صاحب الجلالة على إقليم السمارة، بزيارة ميدانية غير مبرمجة لورش الإنعاش الوطني، حيث فاجأ عمال الورش بحضوره بينهم، متخليا عن كل أشكال البروتوكول، ملامسا واقعهم عن قرب، محاورا إياهم باحترام وتقدير قل نظيره.

لقد اختلط السيد العامل بصفوف العمال، وصافحهم، وجلس معهم، واستمع باهتمام لانشغالاتهم، في صورة نادرة لمسؤول ترابي يؤمن أن القيادة الحقيقية ليست سلطة تمارس من خلف المكاتب، بل قرب وتواضع ونبل في الإنصات والتقدير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيد القوم خادمهم” [رواه أبو نعيم في الحلية].

ولا شك أن هذه المبادرة الحسنة تشكل لحظة فارقة في مسار تدبير الشأن المحلي، إذ لم يعهد المواطن أن يرى رجل سلطة برتبة عامل الإقليم ينزل بنفسه إلى مواقع العمل اليدوي ليتقاسم الحديث مع الفئات الكادحة التي تسهم بصمت في البناء اليومي للمدينة.

وتعكس هذه الخطوة الرمزية عمق التوجه الإنساني الذي يطبع سلوك السيد العامل، والذي لم يتردد في ترجمة مفهوم “الإدارة في خدمة المواطن” إلى واقع ملموس، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يؤكد أن:”خدمة المواطن هي جوهر التنمية وغايتها”.

كما أن هذا الحضور الميداني يجسد بصدق القيادة المتفاعلة مع هموم المجتمع، لا بالقرارات الجافة، بل بالمعايشة الصادقة والتقاسم الميداني. لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: 63]

ومن موقعه كعامل للإقليم أبان الدكتور بوتوميلات عن إدراك عميق بأن التنمية لا تقوم على الإسمنت والإسفلت فقط، بل تبدأ من الاعتراف بالإنسان في موقعه، والاحتفاء بالجهد ولو كان بسيطا في نظر البعض، لكنه أساس في دورة البناء المجتمعي.

وهي رسالة واضحة أن كرامة العامل البسيط ويد المشتغل في الورش، هي من كرامة الوطن وهيبته. ولا يمكن لأي مشروع تنموي أن ينجح دون أن يشعر كل فرد بأن له مكانا واحتراما وتقديرا في مسار النهوض الجماعي.

وتأتي هذه الخطوة في سياق الدينامية التنموية التي تشهدها السمارة، والتي أصبح المواطن يلمسها ميدانيا، بفعل هذا التحول في نمط الإدارة القائم على الانفتاح على الفئات المجتمعية كافة دون تمييز أو ترف إداري. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” [رواه البخاري ومسلم].

زيارة عامل الإقليم لورش الإنعاش الوطني تعد رسالة قوية، تعيد الاعتبار للقيم الحقيقية للمسؤولية، وتكرس رؤية تجعل من التواضع عنوانا للهيبة، ومن الإنصات سبيلا للحكم الراشد، ومن القرب وسيلة لتحقيق التنمية التي تبنى بعرق اليد وبصيرة الضمير. مصداقا لقوله تعالى : ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]

قد يعجبك ايضا