
هل سقطت أم أسقطت؟ وهل ريح “الغَلْگة” نجحت فيما عجزت عنه رياح “السمايم” التي ما زلنا ننتظرها؟ أم أن الأمر كان مدبرا بليل؟
شجرة باسقة القامة شامخة بجمالها، كانت تزين الرصيف المحاذي لمركز الكولونيل ماجور يوسف أوعلا قرب المسبح البلدي، تحولت فجأة إلى ضحية سلوك مشين، ممارسة تعكس عشقا مرضيا للعبث بكل ما هو جميل في هذه المدينة.
هناك على الرصيف نفسه، حيث كان يفترض أن تتنفس الطبيعة وتمنح المكان لمسة حياة، امتدت أياد عابثة إلى شجيرة في أوج نموها، في مقتبل ازدهارها، لا لشيء سوى لأنها كانت تنتمي لعالم الجمال، إلى تلك المنظومة البيئية التي تكافح لتزين فضاءاتنا.
والأدهى من ذلك أن هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الأفعال التخريبية، فقد سبق لأخواتها من الأشجار والشجيرات والعشب أن نالها ما نالها من العبث، في مسلسل متواصل من التدمير العمدي الذي يطرح أكثر من علامة استفهام.. ما الذي يدفع البعض إلى استهداف الجمال؟
إن ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد حادث عرضي أو سلوك طائش.، إنه فعل يرقى إلى مستوى الجريمة البيئية والأخلاقية في حق المدينة وساكنتها. جريمة ترتكب في وضح النهار ضد قيم المواطنة واحترام الفضاء العمومي، وضد الجهود المبذولة لتحسين جمالية المدينة وتوفير متنفسات طبيعية لأبنائها.
فهل آن الأوان لردع هذه الأيادي العابثة بعقوبات صارمة وحملات تحسيسية قوية؟ وهل نملك الشجاعة لنسمي الأشياء بمسمياتها..!! تخريب بيئي ممنهج؟
إن حماية الشجر واجب أخلاقي وحضاري. وإذا كان البعض يرى في العبث متعة، فإن المجتمع برمته سيدفع ثمن هذا التخلف.
الفعل الإجرامي هو اختبار لوعينا الجماعي. فهل سننجح في الامتحان؟ أم سنواصل التفرج حتى تسقط آخر الأشجار؟