Take a fresh look at your lifestyle.

سهيل.. النثرة التي تبشر الصحراويين بالخرفيات ولمزون

مع اقتراب طلوع نجم “سهيل”، تتهيأ الصحراء لمرحلة موسمية طالما انتظرها أهلها جيلا بعد جيل، حيث يشكل هذا الطالع السماوي حدثا فلكيا بارزا في الموروث العربي والصحراوي. فقد قال العرب قديما في شأنه: “إذا طلع سهيل.. هاج السيل، وطال الليل، ورفع الكيل” لما له من دلالات عميقة في الحياة اليومية والمعيشية للإنسان.

ويعتبر “سهيل” واحدا من أكثر النجوم التي أولتها العرب عناية بالرصد والتسمية، إذ جعلوه بوصلتهم وساعتهم وتقويمهم، يهتدون به في الأسفار ويستدلون من ظهوره على مواعيد الفلاحة، وأزمنة الحر والقر، وفصول الصيد والرعي، والتنقل في البر والبحر. وقد ارتبط النجم في المخيال الجمعي بموسم الخيرات حيث يعلن عن دخول فترة الخرفيات” و” اللمزون” المبشرة بسيول الأودية وتجدد الحياة في الأرض القاحلة.

أما في الموروث الصحراوي فقد حمل “سهيل” اسما خاصا هو “النثرة” في إشارة إلى انتثار الماء على الأرض وما يحمله من رمزية الأمل والخصب والارتواء، فهو بشارة بعودة السيل الذي تنتعش معه الوديان وتغتذي المراعي وتفرح البوادي.

ولعل هذا الارتباط الوثيق بين السماء والأرض يجد صداه في قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: 97].

إنه نجم يحمل في طلوعه بشائر المطر والسيل وحكايات الآباء والأجداد مع النجوم، لتبقى الصحراء وفية لتقويمها الفلكي الشعبي الذي يربط الإنسان بالسماء، ويؤكد أن للكون لغة يفهمها من تأمل سير الأفلاك وعرف أسرارها.

قد يعجبك ايضا