
في مشهد يعكس انعدام الحس بالمسؤولية الجماعية وغياب الضمير أقدم مخربون على العبث بإحدى المدارات الواقعة تجزئة الربيب بالمدخل الغربي لمدينة السمارة، حيث قاموا باجتثاث النباتات من جذورها في تصرف لا يمكن وصفه إلا بالمشين والمرفوض تماما.
فكيف يمكن أن يصل بنا الحال إلى أن نعتدي على مرافق الدولة التي أُنشئت لخدمة الساكنة..؟!
يبقى السؤال الجوهري مطروحا..!! ما الرسائل التي يريد أصحاب هذا العمل المشين إيصالها إلى جماعة السمارة وسلطاتها المحلية..؟ هل هو استهداف مباشر للتنمية..؟ أم هو انعكاس لغياب القيم والوعي بأهمية الحفاظ على الممتلكات العامة..؟
في كل الأحوال هذا التخريب ليس مجرد جريمة عادية بل جريمة بحق المدينة وساكنتها ومستقبلها التنموي.
هذه النباتات التي تم غرسها لتضفي رونقا وجمالا على مدخل المدينة جردت ورميت بلا ذنب. وكأن الجناة لا يعون أن هذه النباتات هي رمز للحياة والأمل وجزء من مشروع تنموي يخدم الجميع. بأي ذنبٍ اقتلعت؟ أليس لنا الحق أن نسأل..!! أين الوعي الجماعي..؟ وأين الإحساس بالمسؤولية؟
يتساءل الكثيرون عن غياب الرقابة والحراسة التي يفترض أن تحمي هذه المرافق من العبث. هل كان من الممكن تفادي هذا التخريب لو كانت هناك تدابير صارمة..؟ وأين دور الجمعيات والمجتمع المدني في الإبلاغ واصدر بيانات التنديد عن مثل هذه الأعمال..؟
مسؤولية حماية المرافق العامة لا تقع على عاتق السلطات وحدها بل هي مسؤولية الجميع.
ما يثير القلق هو احتمال تكرار مثل هذه الأعمال التخريبية. فإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة ورادعة سواء بتعزيز الرقابة أو معاقبة الجناة فقد تصبح مشاريع أخرى ذات نفس الغاية عرضة للتدمير. ومن هنا لا بد من وقفة جادة تتضافر فيها جهود السلطات المحلية والمجتمع للحد من هذه السلوكيات غير الحضارية.
إن ما حدث في مدار الربيب ليس مجرد حادث تخريب بل صرخة تدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم. يجب العمل على تعزيز الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على المرافق العامة والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه العبث بمكتسبات المدينة.
الحفاظ على المدينة ليس مسؤولية جماعة السمارة والسلطات وحدهم بل هو واجبنا جميعا.
