
في الوقت الذي تزداد فيه معاناة أبناء مدينة السمارة خصوصا المتزوجين منهم مع أزمة السكن تبقى منازل حي العودة شاهدة على الإهمال واللامبالاة.. مهجورة منذ ما يقارب العقدين. هذه المنازل التي كان يفترض أن تكون ملاذا آمنا للأسر المحتاجة، أصبحت مرتعا للرياح والأرياح والقمامة ومسرحا لانحلال القيم الاجتماعية والانحراف السلوكي…
مشاهد الفوضى في هذه المنازل المهجورة تثير تساؤلات كثيرة : فكيف يمكن أن تستمر هذه المأساة كل هذه السنين دون حل..؟ وهل فعلا يراد لهذا الملف أن يبقى عالقا بفعل فاعلين يربطون مصيره بمصالح مجهولة..؟
بينما تكافح الأسر بالسمارة للبحث عن سكن لائق يوفر لها الاستقرار والأمان تقف هذه المنازل كشاهد صامت على غياب إرادة حقيقية لإيجاد حلول عملية.
المنازل المغلقة منذ سنوات ليست مجرد جدران بلا حياة بل هي مسار لسياسات لم تأخذ في الاعتبار حاجة المواطن البسيط للعيش بكرامة.
نحن في صوت السمارة نجدد النداء القديم ونضع بين أيدي السيد عامل الإقليم إبراهيم بوتيملات هذا الملف الشائك، آملين أن ينجح في حلحلة هذا الإشكال الذي عجز عن معالجته سابقوه.
إن هذا الملف ليس بالمستحيل ولكنه يحتاج إرادة سياسية صادقة وشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة.
ساكنة السمارة تستحق أكثر من مجرد وعود مؤجلة، ويستحقون حلولا ملموسة تضع حدا لمعاناتهم مع أزمة السكن. إن بقاء المنازل مهجورة في وقت يعيش فيه أبناء المدينة تحت وطأة كابوس “الكراء” هو إهدار للموارد وإهانة لكرامة المواطن.

حان الوقت لتتحول هذه المنازل من رمز للإهمال إلى أمل جديد يضع حدا لمعاناة ساكنة السمارة، ويعيد الثقة في قدرة السلطات المحلية على تحسين ظروف العيش الكريم.