
في تطور لافت يعكس تحولا نوعيا في الموقف البريطاني من قضية الصحراء المغربية، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي اليوم الأحد بالرباط أن “هذه السنة تحمل فرصا واعدة للتقدم نحو حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي”، مبرزا أن بلاده تنظر إلى مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل “واقعي موثوق وبراغماتي”.
وأوضح الوزير البريطاني خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أن “المملكة المتحدة تدرك تماما الأهمية المحورية لهذا الملف بالنسبة للمغرب”، مشددا على أن الوقت قد حان للتوصل إلى تسوية دائمة تمنح أفقا أفضل لسكان المنطقة.
وفي هذا السياق أكد لامي أن لندن تشجع جميع الأطراف على الانخراط البناء في مسلسل الأمم المتحدة، مع التأكيد على دعم بريطانيا للمبعوث الأممي إلى الصحراء، والعمل على المستوى الإقليمي والدولي بتنسيق مع الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي متوافق عليه.
وأشار إلى أن بلاده ترحب بالإرادة التي أبدتها المملكة المغربية للانخراط الإيجابي في إطار مقترح الحكم الذاتي، والدخول في مفاوضات جدية مع الأطراف المعنية.

وعلى هامش الزيارة وقع المغرب وبريطانيا أربع مذكرات تفاهم تهم قطاعات التعليم، الرعاية الصحية الابتكار في البنيات التحتية للمياه والموارد، والتعاون في مجال تدبير الصفقات في خطوة تعزز الشراكة الثنائية.
وجاء في بيان مشترك صادر عن اللقاء، أن العاهلين الملك محمد السادس والملك تشارلز الثالث، يواصلان ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين المملكتين، ويقودان شراكة استراتيجية تقوم على الثقة والاستقرار.
كما نوه الجانب البريطاني بالمبادرات الإقليمية التي أطلقها المغرب، خاصة في ما يتعلق بدعم الاستقرار والتنمية في إفريقيا، ومنها مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتسهيل ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مشيدا بالدور الريادي للملك محمد السادس في تعزيز السلم والتكامل القاري.
وفي الشق المتعلق بالقضية الفلسطينية، جددت المملكة المتحدة إشادتها بالدور المحوري الذي يقوم به الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس، دفاعا عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.
واختتم البيان المشترك بالتأكيد على دعم بريطانيا الكامل لمسار الإصلاحات الكبرى التي يشهدها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.