في إطار تنزيل برامجه الدينية والثقافية، وسعيا نحو تكريس القيم الروحية وإعادة بناء الذات، نظم المجلس العلمي المحلي بالسمارة، بتنسيق مع مندوبية السجن المحلي، مساء يوم الأربعاء 27 ذو الحجة 1446هـ الموافق لـ25 يونيو 2025م، درسا دينيا توجيهيا بعنوان: “قلب جديد في ثوب قديم – دروس من السيرة النبوية في التغيير الحقيقي”، لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية.وقد أشرف على تأطير هذا اللقاء الوعظي التربوي الأستاذ سعيد أنفلوس، الإمام المرشد، حيث تناول من خلاله جملة من المحاور المستلهمة من سيرة المصطفى ﷺ، والتي تسلط الضوء على معاني التوبة الصادقة، وأسس البناء الداخلي للنفس، وانطلاقة التغيير الحقيقي.من أبرز محاور هذا الدرس:الهداية لا تقاس بالماضي، بل بما بعده من خلال استحضار نماذج من الصحابة الكرام الذين تحولوا من ماض معتم إلى نور الهداية.السيرة النبوية تصنع الإنسان من الداخل، بنموذج الطفيل بن عمرو الدوسي، الذي انتقل من شاعر مغرور إلى حامل مشعل الدعوة.التغيير لا يتم بالسرعة والانبهار، بل عبر الصبر والثبات والتدرج، وهو ما تؤكده التجربة النبوية.النبي ﷺ مرب للقلوب بالدعاء والرحمة، وليس بالغضب، كما جسد موقفه مع قومه حين دعا لهم رغم صدّهم.البداية الحقيقية هي اللحظة الراهنة، ودعوة صريحة لزرع الأمل والبدء من داخل السجن نحو إصلاح الذات والمجتمع.وقد ساد اللقاء جو من التفاعل الروحي والإنصات، عكسه تجاوب النزلاء مع هذه الرسائل الإيمانية الهادفة، والتي تعزز دور المؤسسة السجنية في إعادة الإدماج وبناء المواطن الصالح.وفي ختام اللقاء رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وبمزيد من الأمن والازدهار لوطننا العزيز.

