Take a fresh look at your lifestyle.

نافورات السمارة.. من معالم حضرية إلى بؤر إهمال صادمة

الصور الملتقطة بعدسة صوت السمارة تكشف واقعا صادما لما آلت إليه نافورات المدينة، التي تحولت من معالم حضرية يفترض أن تضفي جمالية على الفضاء العام، إلى بؤر إهمال تثير الاستياء وتطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجماعة في صيانتها.

المشاهد التي وثقتها عدستنا تبرز تراكم الأوساخ والترسبات داخل هذه النافورات، في صورة تنطق بغياب العناية الدورية وانعدام الصيانة، إلى درجة أن إحدى النافورات احتضنت مشهدا مأساويا تمثل في نفوق قطة وسط حوضها. والأدهى أن جثة القطة ظلت متيبسة ومتصلبة في مكانها، في إشارة واضحة إلى أن الإهمال لم يكن وليد اللحظة واستمر لفترة طويلة دون أي تدخل.

هذا الوضع الكارثي لا يسيء فقط إلى جمالية المدينة ورونقها العمراني فهو يكشف حجم اللامبالاة التي تتعامل بها الجماعة مع مرفق حضري يفترض أن يكون رمزا للنظافة والاهتمام بالفضاء العام. فبدل أن تكون هذه النافورات عنصر جذب بصري ومتنفسا جماليا للساكنة والزوار، أضحت شاهدا على تقصير إداري صارخ، يسيء إلى صورة السمارة كمدينة تسعى لمواكبة ركب التنمية.

إن ما تعانيه نافورات السمارة اليوم من إهمال وتقصير، يضع المجلس الجماعي أمام مساءلة مباشرة. لماذا هذا العجز عن مواكبة أبسط متطلبات الصيانة الدورية؟ وكيف يترك معلم حضري في قلب المدينة عرضة للتلوث والمشاهد المنفرة؟

الساكنة التي تتابع بمرارة هذا الوضع غادرت نحو الاصطياف تاركة النافورات على هذه الحالة المزرية، وعادت لتجد المشهد على حاله، وكأن الزمن توقف ولم يمر أي تدخل من المصالح المختصة. وضع يعكس تقصيرا صارخا وغيابا فاضحا للمتابعة الدورية من طرف المجلس الجماعي.
فالمدينة التي تحمل تاريخا ومكانة هامة كونها العاصمة العلمية للأقاليم الجنوبية، تستحق أن تنعكس صورتها في تفاصيل حضرية نظيفة، لا في معالم مشوهة تسيء إلى نسيجها العمراني.

قد يعجبك ايضا