مشروع “مانساسو”.. نحو مرحلة أممية جديدة لملف الصحراء

يدخل ملف الصحراء المغربية منعطفا حاسما مع اقتراب مجلس الأمن الدولي من مناقشة مشروع قرار غير مسبوق، يقضي بإنهاء تفويض بعثة المينورسو بصيغتها التقليدية وتعويضها ببعثة جديدة تحت مسمى “مانساسو”، مكرسة حصرا لمواكبة وتنفيذ مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

المشروع الذي بلور خطوطه العريضة الدبلوماسي المغربي السابق محمد لوليشكي، يحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ويستهدف طي صفحة خيار الاستفتاء الذي ظل معطلا منذ 1991 بسبب استحالة تطبيقه وخلافات الهوية ولوائح الناخبين.

وفق معطيات متطابقة، من المرتقب أن يعرض المشروع على التصويت خلال دورة أكتوبر 2025 بمجلس الأمن. النص الجديد سيحول مهام البعثة الأممية من مجرد مراقبة وقف إطلاق النار إلى مرافقة سياسية ودبلوماسية لمسار الحكم الذاتي المغربي، وهو تحول نوعي سيعيد تشكيل مقاربة الأمم المتحدة للملف.

مصادر دبلوماسية تؤكد أن تمرير القرار يتطلب 9 أصوات مؤيدة على الأقل، مع ضمان تفادي أي فيتو محتمل. الولايات المتحدة، صاحبة القلم في الملف، تنسق بشكل مكثف مع الرباط وباريس لضمان توافق واسع، بينما تراهن المملكة على حياد كل من روسيا والصين.

نجاح مشروع “مانساسو” سيشكل وفق مراقبين نقطة تحول تاريخية ستفضي إلى دفن نهائي لخيار الاستفتاء، وتعزيز الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، بما يضع حدا لهذا الملف الذي طال أمده.