السمارة تصنع دبلوماسيتها من الميدان إلى المحافل الدولية

تتجدد صفحات الفخر في سجل أبناء مدينة السمارة، المدينة التي أنجبت رجالات صدقوا العهد ورفعوا راية الوطن عالية في كل المحافل. فقد شارك كل من المهندس مولاي إبراهيم شريف رئيس جماعة السمارة، ورفيقه في درب النضال الوطني سيدي حسان بلقاضي الفاعل السياسي والمدني البارز، في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضمن الوفد المدني الممثل للأقاليم الجنوبية، حيث ترافعا عن الشرعية التاريخية والسياسية لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وخلال وجودهما بنيويورك، جسد ابنا السمارة صورة مشرفة لأبناء الصحراء المغربية، من خلال خطاب واثق ورؤية عميقة ترتكز على الواقع التنموي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية، والنهضة الشاملة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي جعل الإنسان الصحراوي في صلب التنمية والكرامة.
وقد تميزت مشاركتهما بعرض معطيات دقيقة وميدانية تؤكد التمثيلية الحقيقية لساكنة الأقاليم الجنوبية داخل المؤسسات المنتخبة، باعتبارها التعبير الديمقراطي الأصيل عن إرادة المواطنين، ودحض المزاعم البالية التي تروجها خصوم الوحدة الترابية في أروقة المنتظم الدولي.
وقد كانت تدخلاتهما بمثابة رسالة قوية من الميدان إلى العالم، أن الصحراء مغربية بالإنجازات وبأبنائها الأوفياء الذين يسهرون على تنميتها ويدافعون عنها بكل فخر واعتزاز.
ولعل هذا الحضور الفاعل والمشرف يبرز الوجه الحقيقي للنخب الصحراوية الجديدة. جيل من الشباب المتعلم والملتزم، الذي يمزج بين المسؤولية المحلية والعمل الدبلوماسي الموازي، في تكامل واضح مع الجهود الرسمية للدبلوماسية المغربية.
فالسمارة بما تمثله من عمق روحي وتاريخي للمسيرة الخضراء، تواصل اليوم إنجاب سفراء من نوع خاص، يحملون مشعل الدفاع عن الوطن أينما حلوا، ويبرهنون على أن الانتماء إلى الصحراء المغربية ليس شعارا…!! فهو موقف ومسؤولية و وطنية ثابتة.
ومن هذا المنطلق يرى المتتبعون أن مدينة السمارة مطالبة بتكريم هاتين القامتين الشابتين، اعترافا بعطائهما وجهودهما الوطنية المخلصة، سواء من موقعهما كفاعلين داخل الإقليم، أو كممثلين حقيقيين لقضية الوطن في المنابر الدولية.
إن تكريم مولاي إبراهيم شريف وسيدي حسان بلقاضي هو رسالة رمزية من مدينة الكفاح والنضال إلى أبنائها الأوفياء الذين جعلوا من وطنيتهم وسام شرف فوق صدورهم، ومن دفاعهم عن صحرائهم التزاما دائما في خدمة الوحدة والسيادة.
فالسمارة كما كانت دوما تظل منبع الرجال الذين يصونون الأمانة ويجسدون الوفاء لروح المسيرة الخضراء المظفرة.