Take a fresh look at your lifestyle.

شمال حي السلام بالسمارة .!! عبث في التعمير أم استهتار بالمنظومة الحضرية..؟

في الوقت الذي تسعى فيه المنظومة المحلية بالسمارة إلى تسوية الوضعية القانونية للعقارات، وإطلاق مشروع وثيقة قابلية التعمير للمجال الحضري، تطل علينا مشاهد عبثية تعرقل هذا المسار. ما يحدث شمال حي السلام يدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل التهيئة العمرانية في المدينة، ويدفعنا للتساؤل: هل نحن بصدد بناء مدينة نموذجية أم ترك الساحة للفوضى والعشوائية..؟

بينما تجند السلطات المحلية والمجالس المنتخبة كل الوسائل لإنجاز مشاريع تهيئة تجزئات سكنية تلبي احتياجات ساكنة مخيمات الوحدة، مستعينة بعشرات الجرافات والشاحنات والمهندسين يظهر من يتحدى القانون بمنطق “شرع أيدي”. أحد الحرفيين.! وبطريقة عشوائية استغل مئات الأمتار شمال المدينة لتحويلها إلى مستودع ضخم للمتلاشيات، دون تصاميم طوبوغرافية أو ترخيص قانوني. هذا الوضع يطرح تساؤلات حقيقية: هل هذه المنطقة تابعة للمجال الحضري لجماعة السمارة أم أنها تحت نفوذ جماعة أخرى..؟ وفي كلتا الحالتين لماذا لم يتم التدخل لوضع حد لهذا العبث..؟

ما يجري شمال المدينة ليس مجرد نشاط حرفي بسيط بل هو تهديد بيئي حقيقي. هذه الأنشطة العشوائية في منطقة حساسة تجعلها بمثابة “قنبلة موقوتة”. إذا كانت المنظومة المحلية قد صبت اهتمامها في اجتماعها الأخير على “المخاطر” المرتبطة بالتعمير فإن إنشاء منطقة صناعية عشوائية دون مراعاة التصاميم الهندسية والمعايير البيئية يتناقض تماما مع هذه الجهود. فكيف يمكن أن نتحدث عن التهيئة الحضرية ونبذل الإمكانيات لتحقيقها، بينما نسمح بإنشاء مناطق صناعية على “المزاج” دون أدنى معايير؟

جماعة السمارة نظمت لقاء تواصليا العام الماضي حول التهيئة الحضرية وخرجت بتوصيات مهمة. ولكن استمرار هذا العبث في شمال المدينة يقوض تلك الجهود. إذا كانت الأولويات هي التهيئة العمرانية والتخطيط الحضري، فكيف نسمح للعشوائية بأن تطغى؟ هذه الممارسات لا تخدم سوى تعزيز الفوضى في وقت تسعى فيه المدينة لتصبح نموذجا في التهيئة الحضرية.

نحن لسنا ضد أنشطة الحرفيين ولكننا ضد الارتجالية والعشوائية التي تشوه المشهد الحضري. من الضروري التفكير في إنشاء مناطق صناعية منظمة تستجيب لمتطلبات الحرفيين والمستهلكين على حد سواء، مع مراعاة الخصوصية البيئية وحماية المواطنين من المخاطر.

إن استمرار هذا الوضع دون تدخل سيجعل من الجهود المبذولة للتهيئة الحضرية مجرد حبر على ورق. المطلوب اليوم هو إجراءات حازمة وواضحة تضع حدا لهذه الفوضى، وتعيد الأمور إلى نصابها بما يخدم مصلحة المدينة وساكنتها. الوقت لا يحتمل مزيدا من التهاون، وإلا فإن كل الجهود المبذولة ستذهب سدى وسيظل شمال حي السلام شاهدا على غياب التخطيط وضعف تنفيذ القانون.

قد يعجبك ايضا