رئيس بنك التنمية الكاريبي.. تعبئة الرأسمال الخاص مفتاح تحويل الاقتصادات الإفريقية والكاريبية

أكد رئيس بنك التنمية الكاريبي دانييل بيست خلال مشاركته اليوم الأربعاء بالرباط في فعاليات منتدى الاستثمار الإفريقي 2025، أن تعبئة الرأسمال الخاص تمثل الرافعة الأساسية الكفيلة بتحويل الاقتصادات الإفريقية والكاريبية ودفعها نحو نمو أكثر شمولا ومرونة.

وأوضح بيست أن إفريقيا ومنطقة الكاريبي تتقاسمان طموحات تنموية مشتركة، غير أنها تواجه تحديات متشابهة، أبرزها ضيق الهوامش المالية، والتأثر الشديد بالصدمات الخارجية، إضافة إلى الخصاص الكبير في البنيات التحتية. وأشار إلى أن هذه التحديات تتجاوز قدرة الموارد العمومية وحدها، ما يستدعي تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتفعيل دور المؤسسات المالية التنموية، واعتماد آليات التمويل المختلط لتحقيق تعبئة فعالة لرؤوس الأموال الخاصة.

واستشهد المتحدث بعدد من التجارب الناجحة في منطقة الكاريبي، من بينها مشروع الطاقة الحرارية الجوفية في دومينيكا، الذي جرى إنجازه عبر نموذج متقدم لتقاسم المخاطر، وتمويلات ميسرة، وتدخل القطاع الخاص بخبراته التقنية والمالية. كما أبرز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بنك التنمية الكاريبي بالصندوق الأخضر للمناخ، معتبرا إياها نموذجا ناجحا في تقوية القدرة على مواجهة التقلبات وتعزيز تمويل المشاريع المستدامة.

وأشار بيست إلى أن احتياجات القارة الإفريقية في مجال البنيات التحتية تتجاوز 170 مليار دولار سنويا، في حين لا تتم تعبئة سوى نصف هذا الرقم تقريبا، مما يجعل من منتدى الاستثمار الإفريقي منصة محورية لتسريع المشاريع، وتقريب الحكومات من المستثمرين والمؤسسات التمويلية، وتهيئة مناخ أكثر جاذبية للاستثمارات.

ودعا المسؤول إلى تكثيف التعاون بين إفريقيا والكاريبي في ما يتعلق بالتمويل المختلط، وإعداد المشاريع الاستثمارية، والهيكلة المالية، بما يسمح بتسريع التنمية وتوسيع قاعدة الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية.

ويعد المنتدى الإفريقي للاستثمار، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 28 نونبر الجاري، آلية إقليمية رائدة تجمع أصحاب المشاريع والممولين والحكومات والهيئات المعنية بهدف تسهيل المعاملات الاستثمارية. وينظم المنتدى من طرف البنك الإفريقي للتنمية بشراكة مع ست مؤسسات مالية كبرى، من بينها البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، ومؤسسة التمويل الإفريقية، وإفريقيا 50، والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، وبنك التنمية لإفريقيا الجنوبية، وبنك التجارة والتنمية.