
في مشهد يتكرر مرارا، أقدم مجهولون على تخريب اللوحة الإشهارية لملحقة حي السلام، في سلوك لا يمكن قراءته إلا كاستهتار بالممتلكات العامة، وتعدٍ صارخ على الفضاءات المشتركة التي تنجز بمال دافعي الضرائب ومن أجل الصالح العام.
الغريب في الأمر أن بعض الأقلام آثرت أن تصوّب نقدها نحو الجماعة، متجاهلة السلوك التخريبي في حد ذاته وكأن الإدارة المحلية مسؤولة عن كل يد تمتد لتفسد وكل فكر يبرر العبث بالمرافق.
إن حماية الممتلكات العامة مسؤولية مجتمعية مشتركة تبدأ من الأسرة، وتتكرس في المدرسة وتتعزز عبر الإعلام والمجتمع المدني. فالجماعة مهما بلغ اجتهادها في التهيئة والصيانة لن تتمكن من وضع حارس خلف كل عمود إنارة وكل لوحة وكل شجرة..!!
الجماعة على مدار السنوات الأخيرة لم تدخر جهدا في تعزيز البنية التحتية وتحسين جمالية المدينة، وقد رصدت ميزانيات معتبرة لصيانة وتطوير المرافق. غير أن ما يبنى في أشهر قد يخرب في لحظات ولعل خير دليل اقتلاع شجيرات وقطع أخريات بفعل تصرفات غير مسؤولة يكون ضحيتها الجميع.
لذلك بدل أن نمارس جلد الذات ونصوب النقد في غير محله، لنتفق أن الحفاظ على المرافق العمومية مرآة لمدى تحضر المجتمع قبل أن يكون مجرد واجب إداري.
